وعقلنا ..!
________
يالله خلينا ندون قبل ننسى ..
اليوم من الصباح كان لدي محاضرة واحدة , ذهبنا وكان هناك متسع من الوقت حينما وصلنا الساعة التاسعة ,فأعدنا الكتاب المستعار, وقررنا أن ندخل عند الممرضات لنأخذ التطعيمة .. المشهورة , أقتحمنا جدار الخوف والرهبة وببسم الله ولجنا ,
كنت ارتدي رداء ملائم لأنني خططتُ على ذلك من قبل , أنزلنا جزء من الجاكيت وشِحتُ بأنظاري بعيداً , لا إلى تلك التي تبدي علامات الخوف بعيداً حيثُ لا شيء , وخزة في جو بارد , انتهت المهمة .
وأدينا الذي علينا , غالبية الأخوات اللآتي من سكان القرى طعمنَ في المستوصفات القريبة ,
بعدها التقينا بالأخوات والصديقات تبادلن أطراف الأحاديث المهمة كوننا قروب - الدفارة - على ضفاف الاختبارات ما إن حان الوقت انطلقنا للقاعات وفي طريقي صعوداً , رأيتُ الأخت التي ألتقي بها في هذه اليوم وتبادلت معها أطراف الحديث ومن ثم استفسرت -كما المعتاد - عن حالها وحيثُ لاعلامة سرور على صفحات وجهها ! وكأنها تخبئ هموماً كثيرة بالرغم من حداثة زواجها ,فأخبرتني بأنها حامل ,تلقائياً قلت لها "بأنك لابد أن تبدي أكثر سروراً لأنك حامل " فعقّبَتْ بأنّ شهورها الأولى واللوعة وكيت وكيت " وكأنني لم أقتنع فبادرتُ بإقناعها وذلك بوصف حال صديقتي التي أكثر ارهاقاً منها , لديها طفلة وحامل أيضاً في أشهرها الأخيرة وطوارئ الاختبارات على الأبواب .دخلنا القاعة معاً وانتظرنا احدى الزميلات .
كانت محاضرة اليوم في مقرر علم الاجتماع الطبي تتحدث عن التلوث البيئي وتأثيره وما إلى ذلك .. أثناء أخذ الدكتورة للحضور من الطالبات , حضرَت طالبة وعلى خدها الأيمن شيء مطبوع , لم نعط ذلك أهمية وأنتبهَت الدكتورة لذلك ونادتها لتأتي بالقرب منها كنّا نعتقد أنها ستحدثها على الزي القصير , وتوقعنا أن تستنكر الكثير , لكنها بدأت تتأمل الشيء المطبوع وتقول "هذا تاتو والا حد بايسكوا " كان الموقف جداً طريف كانت تظن أنه أشبه بالوشم , والطالبة خائفة كانت تتوقع تهزيء أو شيء ما على الأقل استهجان . فبادرَتْ الطالبة بقول : لا أدري أنه يوجد شيء ما !
ولكن المعلمة -حفظها الله- كانت في قمة اللطافة وذهبَتْ الطالبة للجلوس , ما تريد إلا أن تستكشف لاغير. ماشاء الله هذه الدكتورة تأخذنا لعوالم كثيرة في شرح الدروس , وتقرب بأمثلة , أعجبني اسلوبها , ولكنها أحياناً تستهجن بعض تصرفات الطالبات , وخصوصاً التي تعمل ضوضاء وتخرج وتترك الباب مفتوحاً -قلة ذوق - حقيقة ولها الحق بتسمية ذلك . وفي نهاية الوقت ,
أتاها اتصال من أحد الدكاتره , وطلبتْ منه أن يمهلها عشر دقائق ..واعتذرت عن التأخير في ردها على الهاتف كون هاتفها يشحن بعيداً عنها مما أدى ذلك إلى محادثته لدكتورات أخريات وبذل جهد للوصول .
قالت له : هل أنا أُصبحُ قلية أدب ان تركتك تنتظر عشر دقائق .
فأجبن الطالبات : نعم ! بصوت نسمعه نحن . لأنهن يردن أن تنهي الدرس بسرعة .
ثم قللتْ من الوقت الذي تمهله إياه , وطيبّت خاطره وتفهمتْ الموقف الذي هو فيه وقدرّت جهوده .
أعجبني هذا الاسلوب الذي ينم عن احساس عميق بمجريات الأمور واهتمام بالأفراد الذين تتعامل معهم , حتى في أبسط المواقف .
خرجنا في تمام الساعة الحادية عشر وعشر دقائق , كان هذا اليوم يوم بسيط لا يحوي إلا محاضرة واحدة , فقررنا الذهاب للمسرح حيثُ تعقد من أمس , برنامج البويات , ورأينا المشاهد التمثيلية للطالبات اللآتي مثلن الدور بجدارة واستمتعنا بالمشاهدة , وأكثر شيء كان طريف أن تلك البويهـ قرروا أهلها تزويجها فاتصلت بربعها-البويات- حزينة لهذا الأمر , ومعترضة على أنها ستلبس الفستان!
أُعْجِبت صديقتها -البوي- بمظهرها بعد أن صارت أنثى ولم تتورع في طلب مصادقتها كونها مختلفة -أي أنثى -
وقررت هي الأخرى أن تتأنث أيضاً .. نهاية سعيدة .. وانشودة وانتهت المشاهد .. الحمد لله على نعمة الأنوثة . كان المسرح ممتلئ بالطالبات أكثر من اليوم السابق الذي حضَرتْ فيه دكتورة التي قاموا بإجراء معها حوار عن هذا الموضوع الشائك .
أخيراً انتهى الوقت وذهبنا للمنزل , عدتُ وشرعتُ بأموري المعتادة عند وصولي , فجأة أحسستُ بطعم ما في فمي , وترجمه الدماغ بأنه دم , ! لم أعلم ما السبب نظرتُ هنا هناك أي أثر لمصدر الدم , كان بالقرب من نهااية الأسنان , ويوجد خدش بسيط , نزلتُ مُسرعة قبل أن أنهي ما في يدي , والداي بالمطبخ , فأريتها الأمر , لربما يعطونني الحل , أشاروا عليّ بالماء والملح , سألوا عن الأسباب , لايوجد سبب معرووف , ذهبتُ لأرى المرآة وأتحسس أن هناك شيء ما , أخيرا عدتُ من جديد بعد انهاء الأمور وقلتُ لهم لربما -العقل !-
طلب منّي والدي أن أقترب لينظر ما الأمر , فِعلاً انها العقل , "لربما تعقلون أو تستشيطون " ^-^
تبسمتُ وقلتُ لهم "من التطعيم لربما" ! بالطبع ليس السبب ولطن تلطيفاً للجو , وبدأوا في تبادل الأحاديث وتذكر أنفسهم ومعاناتهم بل وحتى معاناة الأطفال الرُّضّع وكيف أنهم يعضضون من حولهم , فأخبرتهم بأنني سأعضضهم وأنا مستبشره, فهموا الموضوع جدياً بادئ الأمر , ومن ثم استدركوا ذلك بأن تكون لدي العبة الخاصة بالطفل ,>>> بيني وبين نفسي لربما من الأحجار الكريمة التي أضفتها اليوم ولّدَت طاقة كما أعرف أن للأحجار طاقة فعقيق أصفر وزمرد أخضر .
وتووته توته خلصت الحدوته - ويازين العقل -.شعورٌ جميل ::أحسستُ بأنني قد وُلِدتُ من جديد !
وأعدتُ شريط الطفولة .آآمل أن أكوون مثالية حقاً , لأنني قبل ذلك أدركتُ أنني أكثر تعقلاً .
________
يالله خلينا ندون قبل ننسى ..
اليوم من الصباح كان لدي محاضرة واحدة , ذهبنا وكان هناك متسع من الوقت حينما وصلنا الساعة التاسعة ,فأعدنا الكتاب المستعار, وقررنا أن ندخل عند الممرضات لنأخذ التطعيمة .. المشهورة , أقتحمنا جدار الخوف والرهبة وببسم الله ولجنا ,
كنت ارتدي رداء ملائم لأنني خططتُ على ذلك من قبل , أنزلنا جزء من الجاكيت وشِحتُ بأنظاري بعيداً , لا إلى تلك التي تبدي علامات الخوف بعيداً حيثُ لا شيء , وخزة في جو بارد , انتهت المهمة .
وأدينا الذي علينا , غالبية الأخوات اللآتي من سكان القرى طعمنَ في المستوصفات القريبة ,
بعدها التقينا بالأخوات والصديقات تبادلن أطراف الأحاديث المهمة كوننا قروب - الدفارة - على ضفاف الاختبارات ما إن حان الوقت انطلقنا للقاعات وفي طريقي صعوداً , رأيتُ الأخت التي ألتقي بها في هذه اليوم وتبادلت معها أطراف الحديث ومن ثم استفسرت -كما المعتاد - عن حالها وحيثُ لاعلامة سرور على صفحات وجهها ! وكأنها تخبئ هموماً كثيرة بالرغم من حداثة زواجها ,فأخبرتني بأنها حامل ,تلقائياً قلت لها "بأنك لابد أن تبدي أكثر سروراً لأنك حامل " فعقّبَتْ بأنّ شهورها الأولى واللوعة وكيت وكيت " وكأنني لم أقتنع فبادرتُ بإقناعها وذلك بوصف حال صديقتي التي أكثر ارهاقاً منها , لديها طفلة وحامل أيضاً في أشهرها الأخيرة وطوارئ الاختبارات على الأبواب .دخلنا القاعة معاً وانتظرنا احدى الزميلات .
كانت محاضرة اليوم في مقرر علم الاجتماع الطبي تتحدث عن التلوث البيئي وتأثيره وما إلى ذلك .. أثناء أخذ الدكتورة للحضور من الطالبات , حضرَت طالبة وعلى خدها الأيمن شيء مطبوع , لم نعط ذلك أهمية وأنتبهَت الدكتورة لذلك ونادتها لتأتي بالقرب منها كنّا نعتقد أنها ستحدثها على الزي القصير , وتوقعنا أن تستنكر الكثير , لكنها بدأت تتأمل الشيء المطبوع وتقول "هذا تاتو والا حد بايسكوا " كان الموقف جداً طريف كانت تظن أنه أشبه بالوشم , والطالبة خائفة كانت تتوقع تهزيء أو شيء ما على الأقل استهجان . فبادرَتْ الطالبة بقول : لا أدري أنه يوجد شيء ما !
ولكن المعلمة -حفظها الله- كانت في قمة اللطافة وذهبَتْ الطالبة للجلوس , ما تريد إلا أن تستكشف لاغير. ماشاء الله هذه الدكتورة تأخذنا لعوالم كثيرة في شرح الدروس , وتقرب بأمثلة , أعجبني اسلوبها , ولكنها أحياناً تستهجن بعض تصرفات الطالبات , وخصوصاً التي تعمل ضوضاء وتخرج وتترك الباب مفتوحاً -قلة ذوق - حقيقة ولها الحق بتسمية ذلك . وفي نهاية الوقت ,
أتاها اتصال من أحد الدكاتره , وطلبتْ منه أن يمهلها عشر دقائق ..واعتذرت عن التأخير في ردها على الهاتف كون هاتفها يشحن بعيداً عنها مما أدى ذلك إلى محادثته لدكتورات أخريات وبذل جهد للوصول .
قالت له : هل أنا أُصبحُ قلية أدب ان تركتك تنتظر عشر دقائق .
فأجبن الطالبات : نعم ! بصوت نسمعه نحن . لأنهن يردن أن تنهي الدرس بسرعة .
ثم قللتْ من الوقت الذي تمهله إياه , وطيبّت خاطره وتفهمتْ الموقف الذي هو فيه وقدرّت جهوده .
أعجبني هذا الاسلوب الذي ينم عن احساس عميق بمجريات الأمور واهتمام بالأفراد الذين تتعامل معهم , حتى في أبسط المواقف .
خرجنا في تمام الساعة الحادية عشر وعشر دقائق , كان هذا اليوم يوم بسيط لا يحوي إلا محاضرة واحدة , فقررنا الذهاب للمسرح حيثُ تعقد من أمس , برنامج البويات , ورأينا المشاهد التمثيلية للطالبات اللآتي مثلن الدور بجدارة واستمتعنا بالمشاهدة , وأكثر شيء كان طريف أن تلك البويهـ قرروا أهلها تزويجها فاتصلت بربعها-البويات- حزينة لهذا الأمر , ومعترضة على أنها ستلبس الفستان!
أُعْجِبت صديقتها -البوي- بمظهرها بعد أن صارت أنثى ولم تتورع في طلب مصادقتها كونها مختلفة -أي أنثى -
وقررت هي الأخرى أن تتأنث أيضاً .. نهاية سعيدة .. وانشودة وانتهت المشاهد .. الحمد لله على نعمة الأنوثة . كان المسرح ممتلئ بالطالبات أكثر من اليوم السابق الذي حضَرتْ فيه دكتورة التي قاموا بإجراء معها حوار عن هذا الموضوع الشائك .
أخيراً انتهى الوقت وذهبنا للمنزل , عدتُ وشرعتُ بأموري المعتادة عند وصولي , فجأة أحسستُ بطعم ما في فمي , وترجمه الدماغ بأنه دم , ! لم أعلم ما السبب نظرتُ هنا هناك أي أثر لمصدر الدم , كان بالقرب من نهااية الأسنان , ويوجد خدش بسيط , نزلتُ مُسرعة قبل أن أنهي ما في يدي , والداي بالمطبخ , فأريتها الأمر , لربما يعطونني الحل , أشاروا عليّ بالماء والملح , سألوا عن الأسباب , لايوجد سبب معرووف , ذهبتُ لأرى المرآة وأتحسس أن هناك شيء ما , أخيرا عدتُ من جديد بعد انهاء الأمور وقلتُ لهم لربما -العقل !-
طلب منّي والدي أن أقترب لينظر ما الأمر , فِعلاً انها العقل , "لربما تعقلون أو تستشيطون " ^-^
تبسمتُ وقلتُ لهم "من التطعيم لربما" ! بالطبع ليس السبب ولطن تلطيفاً للجو , وبدأوا في تبادل الأحاديث وتذكر أنفسهم ومعاناتهم بل وحتى معاناة الأطفال الرُّضّع وكيف أنهم يعضضون من حولهم , فأخبرتهم بأنني سأعضضهم وأنا مستبشره, فهموا الموضوع جدياً بادئ الأمر , ومن ثم استدركوا ذلك بأن تكون لدي العبة الخاصة بالطفل ,>>> بيني وبين نفسي لربما من الأحجار الكريمة التي أضفتها اليوم ولّدَت طاقة كما أعرف أن للأحجار طاقة فعقيق أصفر وزمرد أخضر .
وتووته توته خلصت الحدوته - ويازين العقل -.شعورٌ جميل ::أحسستُ بأنني قد وُلِدتُ من جديد !
وأعدتُ شريط الطفولة .آآمل أن أكوون مثالية حقاً , لأنني قبل ذلك أدركتُ أنني أكثر تعقلاً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.